الاحتلال وراء أزمات العراق الذي حوله لدولة ميتة .. والتلاحم الشعبي ونبذ الطائفية الحل للخلاص الوطني

الاحتلال وراء أزمات العراق الذي حوله لدولة ميتة .. والتلاحم الشعبي ونبذ الطائفية الحل للخلاص الوطني

  • الاحتلال وراء أزمات العراق الذي حوله لدولة ميتة .. والتلاحم الشعبي ونبذ الطائفية الحل للخلاص الوطني

اخرى قبل 3 سنة

الاحتلال وراء أزمات العراق الذي حوله لدولة ميتة .. والتلاحم الشعبي ونبذ الطائفية الحل للخلاص الوطني

* عبد الحميد الهمشري

يمكن القول أن الاحتلال الأمريكي والإيراني للعراق قد حوله لدولة فاشلة بل ميتة لا تحمل من صفات ومقومات الدولة بالمعنى العصري ، أيّ شيء بفعل ساسة وأحزاب ، يأتمرون بأمر الاحتلال في معاداة الشعب وقهره وحرمانه وتخلفه وذبحه وتهجيره .

يداس القانون فيها تحت أقدام المليشيات الطائفية وفرق الموت ، يتخذون من الدين ستاراً وهو منهم براء للنهب والسرقة والقتل والتضليل والتجهيل والتجويع والإرهاب ومصادرة الحريات الخاصة والعامة وزيادة فقر الفقراء وغنى الأغنياء ، وإشاعة الفوضى والخراب واليأس، فمن جرى تسليمهم زمام الأمر فيها بموجب العملية السياسية التي اعتمدتها كل منهما سعوا لعدم تمكين الدولة العراقية من تنفيذ وظيفتها الأمنية وتحقيق وظيفتها التنموية كي تبقى عاجزة عن إعادة إنتاج ظروف بقائها ، لتبقى غير قادرة على بسط الأمن في ربوع أراضيها بعد ما أخلوا بمبدأ تكافؤ الفرص بين مواطنيها، وفضّلوا فئة على غيرها منهم وألغوا عن سبق إصرار مبدأ المساواة بين الناس، فكثرت الشروخ والصدوع في نظام الدولة القيمي والأخلاقي، وتعطلت فيها المسارات القانونية ، وفسدت النخب المهيمنة ، وتهدّمت البنى التحتية وفقدت الخدمات ، وهذا ما سعت إليه أمريكا حين احتلت العراق ، فهي لم تكتف بإسقاط نظامه الوطني وحل جيشه وقواه الأمنية وتدمير بناه التحتية وقتل علمائه وتعطيل مختلف مؤسساته الخدماتية من صحية وتعليمية بل سعت كذلك عملياً لتدمير البلد دولة ومجتمعا ومؤسسات ، لمنع أية محاولة لإعادة هيكلته وإقامة مؤسساته وبناه التحتية للحيلولة دون توفير حياة كريمة أو حتى أبسط مقومات الحياة للمواطنين من كهرباء وماء ودواء ، ولهذا الغرض تعاون الأمريكان مع إيران عدو العراق التاريخي اللدود لتحويله لدولة فاشلة بل ميتة ، بمقابل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من خلال ما أطلقوا عليها "العملية السياسية" ، شركاء في العملية السياسية ملقى على عاتقهم هدم وتخريب العراق ، تمثلت بحكومات قادت المركب العراقي نحو الغرق حيث مثلت بداية جسر عبور لاحتلال المدن العراقية المقاومة كالفلوجة لهدمها على رؤؤس ساكنيها بمختلف أنواع الأسلحة التدميرية الفتاكة والمحرمة دولياً ، إلى جانب إشعال نار الفتنة الطائفية من خلال فصائل شيعية إجرامية أو تنظيم داعش الإرهابي الإجرامي للانتقام من كل مكونات الشعب العراقي ، تتسابق جميعها على القتل والتدمير وإرهاب مختلف أطياف المجتمع العراقي ممن لا يدينون بالولاء والطاعة لإيران والمحتل الأمريكي أو لضرب اللحمة الوطنية التي كان يعيش في كنفها شعب العراق ، حيث كانت تلك المليشيات من شيعية وداعشية محفزات للحكومات العراقية لتدمير المدن المقاومة والحراكات الشبابية الرافضة للفصل بين مكونات شعب العراق المظلوم ، كـ الموصل والفلوجة والرمادي وصلاح الدين والبصرة والناصرية وهكذا ، وكل هذه الممارسات مدعومة من الولايات المتحدة وإيران أسهم في تحويل الدولة العراقية لدولة هشة أو فاشلة وميتة ، يصعب إصلاحها في ظل شركاء العملية السياسية التي اعتمدتها وأشخاصها لإدارة شؤون العراق استناداً إلى نظرية الفوضى الخلاقة التي صاغتها النخب وصناع السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث أسهمت الحكومات العراقية المتعاقبة بموجب ذلك لقتل عشرات بل مئات الآلاف من العراقيين على مدى سبعة عشر عاماً ، ناهيك عن أضعاف مثل هذا العدد من المعاقين والعجزة ،كل هذا جرى برعاية إيران وحرسها الثوري وأمريكا وذيولهما .

وهنا لا بد من تقديم إحصائيات تقريبية للدمار الذي ألحقه الاحتلال الأمريكي للعراق منذ العام 2003 ولغاية العام 2020 ، وتسليم إدارة شؤونه للاحتلال الإيراني الذي مكن عصاباته من العبث بأمن واستقرار المجتمع العراقي .. هذه الإحصائيات التقريبية أفصحت عنها جهات رسمية عراقية كوزارة التخطيط ومنظمات حقوق الإنسان وجهات دولية أخرى، وهي تتحدث عن الحال السييء الذي اعترى الشعب العراقي كشقت فيها النقاب عن أعداد الشهداء والمعوقين والمفقودين والأيتام والأرامل .. الخ وعلى النحو الآتي :

- أعداد الشهداء الضحايا تجاوزت الـ 650 ألف عراقي ، تصدّرت بغداد ، نينوى ، الأنبار ، ديالى ، البصرة ، كركوك ، صلاح الدين ، النجف ، وبابل، قائمة أكثر المدن التي نزفت في البلاد منذ الغزو.

-أعداد المعوقين تجاوز الـ مليون و357 ألف معوقٍ أغلبهم من الشباب وتمثل النساء منهم نحو 43% .

- أعداد المفقودين : ما زالت تشهد ارتفاعاً منذ الاحتلال حيث تجاوزت أعدادهم الـ 80 ألفاً.

- أعداد النازحين : تتراوح أعداد النازحين منهم إلى الخارج منذ الغزو ما بين الـ 4 ملايين والـ 5 ملايين عراقي، موزعين على دول عديدة في العالم، تتصدّرها عربياً الأردن ولبنان ومصر وسورية، إلى جانب تركيا ودول الاتحاد الأوروبي ، فيما بلغت أعدادهم داخل العراق نحو المليوني نازح يقيمون في مناطق عديدة في البلاد داخل مخيمات ومعسكرات نزوح، من بينهم نحو 800 ألف تعارض فصائل مسلحة عراقية عودتهم إلى مدنهم في جرف الصخر والقراغول ويثرب والصينية وبيجي والعويسات وآمرلي وغيرها.

- أعداد الأيتام والأرامل : تجاوزت أعداد الأيتام الخمسة ملايين يتيم ، فيما تجاوزت أعداد الأرامل المليوني أرملة .. يعاني أغلب هؤلاء الأيتام والأرامل من العوز المادي وقلة الاهتمام الحكومي .

- تفشي الأمية : تفشت الأمية في المجتمع العراقي منذ الغزو لدرجة كبيرة حيث تجاوزت نسبتها الـ 23% غالبيتها بين الإناث .

- ارتفاع نسب البطالة والفقر والانتحار وتفشي المخدرات : وصل معدل البطالةلا في العراق منذ الغزو وحتى تاريخه بحدود الـ 25% وتجاوزت نسب الفقر خاصة في المدن التي تم طرد داعش منها بعد أن لحق بها دماراً كبيراً : الموصل ، الفلوجة ، هيت ، الرطبة ، وتلعفر الـ 35% .. ناهيك عن تفشي المخدرات وارتفاع معدلات الانتحار في مختلف أنحاء البلاد.

أمام هذا الحال المزري ما هو الحل ؟.. هناك مثل شعبي يقول لا يحك جلدك غير ظفرك ، ولن يقف معك أحد إن لم تسع لفرض إرادتك وإظهار صوتك قولاً وفعلاً .. المطلوب تلاحم شعبي عراقي يشمل كل مكوناته وطوائفه وأطيافه في وجه الظلم والطغيان ، للتخلص من الاحتلال أولاً وطرده فتضعف حلقات ذيوله وتولي الدبر أو يستقيم حالها لبناء عراق قوي تحكمه روح الإخاء والمساواة ينتهج ديمقراطية تفرض احترامها على القاصي والداني في المجتمع الدولي.

abuzaher_2006@yahoo.com

 

 

 

 

التعليقات على خبر: الاحتلال وراء أزمات العراق الذي حوله لدولة ميتة .. والتلاحم الشعبي ونبذ الطائفية الحل للخلاص الوطني

حمل التطبيق الأن